قال إبراهيم العرجانى، رئيس اتحاد قبائل سيناء، إن الاتحاد يقوم بدوره فى التنسيق بين أبناء القبائل من ناحية والقوات المسلحة والشرطة وأجهزة المعلومات من جهة أخرى خلال العملية «سيناء 2018» التى تنفذها القوات بسيناء فى الوقت الحالى، مشيراً إلى أن الجيش قضى على 97% من الإرهابيين فى وسط سيناء وحوالى 70% فى الشمال حتى الوقت الحالى، وفق تقديره.
وكشف «العرجانى»، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، عن مقتل شادى المنيعى وكمال علام، أبرز التكفيريين المطلوبين فى شمال سيناء، مؤكداً أنه تم التحقق من مقتلهما بشهادة الإرهابيين المقبوض عليهم الذين حملوا جثمانيهما.. وإلى نص الحوار:
■ ماذا عن الوضع فى شمال ووسط سيناء حالياً؟
العملية العسكرية «سيناء 2018» هى الأكبر والأشمل فى تاريخ سيناء منذ حرب أكتوبر 1973، وهى غاشمة بالفعل وعنيفة على التكفيريين، والعمل يشمل كل سيناء شمالاً وجنوباً فى نطاق الجيشين الثانى والثالث الميدانيين، كى لا تكون هناك فرصة للإرهابيين للتحرك فى أى مكان، وتم غلق جميع الطرق والمدقات التى من المحتمل أن يمر منها التكفيريون، وتم تمشيط مناطق هامة مثل جبل الحلال و«أم حصيرة» و«الجرور» و«البروك» و«العدمة»، وتمشط القوات المسلحة والشرطة بمساعدة أبناء القبائل كل شبر فى سيناء مشياً على الأقدام لعدم ترك أى أماكن وسط الجبل والحجارة، فالتكفيريون يستيقظون من نومهم فيجدون رجال الجيش فوق رؤوسهم، وتمت تصفية عدد كبير من أخطر التكفيريين والقبض على عدد منهم، وتم ضبط أعداد ضخمة من سيارات وموتوسيكلات وألغام ومخازن سلاح، وتم إغلاق كل شىء على التكفيريين، وفى القريب جداً سنجد وسط سيناء خاليا من أى عنصر تكفيرى، وبعدها مباشرة شمال سيناء أيضاً خصوصاً فى العريش والشيخ زويد ورفح، ويساعد على ذلك أن منطقة الوسط مستقرة بالمقارنة بالشمال، وعدد التكفيريين بها لا يتجاوز مائة عنصر.
■ ما أوجه الاختلاف بين «سيناء 2018» وعمليات سابقة مثل «حق الشهيد» و«نسر»؟
– هذه العملية تشمل كل شبر فى سيناء، العمليات السابقة كانت مطاردات بين مناطق «الفتات» و«المقاطعة» و«العجرة» ثم يتم الانتقال إلى العريش فى «جهاد أبوطبل» ثم «بلعة»، أما حالياً فكل شبر به قوات من الجيش للقضاء على التكفيريين، وتمت محاصرتهم، هذه المرة هناك قرار سياسى وعسكرى حازم وصارم ببذل كل الجهود للقضاء على التكفيريين فى سيناء، والموضوع مسألة وقت فقط، التكفيريون محاصرون فى الوسط و«الحسنة» «وشيبانة» والمدقات الجبلية، هناك معلومات كبيرة يساعد بها أبناء القبائل قوات جيشهم وشرطتهم، لأننا نريد الخلاص من هذا الإرهاب بشكل نهائى، ليس أمام التكفيريين سوى تسليم أنفسهم أو قتلهم.
■ ما شكل التعاون بين أبناء القبائل وقوات الجيش والشرطة خلال هذه العملية؟
– أبناء القبائل معظمهم متعاونون مع رجال الجيش والمخابرات والأمن الوطنى، وهناك تنسيق جيد، وعلى سبيل المثال هناك أحد أفراد القبائل المتعاونين مع الجيش قتله التكفيريون، وقائد الجيش الثالث قرر صرف تعويض مناسب لأسرته واتصل بهم بنفسه للتعزية، وهذا دليل على شهامة رجال الجيش وعرفانهم وتقديرهم لأبناء القبائل الوطنيين، وهو أمر يرفع معنويات الناس فى سيناء، أسرة الفقيد تفخر بما فعله الجيش، حتى المصابون من أبناء القبائل أو من يمرون بظروف صعبة يساعدهم الجيش طوال الوقت دون تردد.
■ هل كان من الصعب القضاء على الإرهاب فى سيناء دون تعاون أبناء القبائل؟
– ليس صعباً، ولكن «أهل مكة أدرى بشعابها»، الموضوع ليس متعلقاً بسيناء فقط، فى أى محافظة فى مصر سواء فى بحرى أو الصعيد، أهل المكان هم أدرى بتفاصيله، أبناء القبائل يقدرون على التفرقة بين الإرهابى والوطنى فى سيناء كما يعرفون تضاريس المخابئ والأودية والجبال، وكل جيوش العالم تستعين بقصاصى الأثر من أبناء المكان، والأهم من ذلك هو دراية أبناء القبائل بالوسائل المناسبة لمحاربة التكفيريين للتفوق عليهم، الإرهابيون لا يمتلكون طائرة ولا دبابة، لكنهم يحفظون تضاريس الأرض ويوظفونها لصالحهم، وهنا يأتى دور أبناء القبائل لمعرفتهم بالأرض.
■ ما تقديرك لمدى تحقيق هذه العملية «سيناء 2018» أهدافها على الأرض؟
– فى وسط سيناء تم القضاء على 95 من التكفيريين، وفى الشمال تم القضاء على حوالى 70% من التكفيريين وفق تقديراتنا، هناك بطولات كبيرة تقوم بها قوات الجيش فى «شيبانة» و«المزحلف» و«اللفيتات» و«بلعة» و«جهاد أبوطبل»، بعد القضاء على الإرهابيين فى هذه المناطق نستطيع الاطمئنان إلى خلو سيناء من الإرهاب.
■ ما الذى دفع أبناء القبائل للتعاون مع الجيش بصورة كبيرة خلال هذه العملية كما تقول؟
– الجيش نجح فى جمع أبناء القبائل تحت مظلته وكسب ثقتهم، رجال القوات المسلحة وضعوا أبناء سيناء فى المشهد معهم وقالوا لهم «هذه أرضكم وبيوتكم ومزارعكم وهدفنا استعادة أمنها»، ابتسامة ضابط فى وجه فرد من القبيلة تشعره بالأمان والانتماء لهذا الوطن، فى مناطق مثل «البرث» فى الشمال، لا يجرؤ تكفيرى على دخولها بسبب تعاون وحرص أبناء القبائل، الجميع حريص خلال هذه العملية على عدم تكرار أى خطأ.
■ هل سقط ضحايا من أبناء القبائل بأيدى التكفيريين خلال هذه العملية؟
– حتى الآن لدينا 3 شهداء من أبناء القبائل، آخرهم «سليمان هليل» أحد المتعاونين مع الجيش، والقوات المسلحة تقف مع أسرهم بدعم مادى ومعنوى كما أن اتحاد قبائل سيناء يصرف لكل شهيد مدنى مائة ألف جنيه كمساعدة.
■ لماذا تتوقع استغراق القضاء على الإرهاب فى شمال سيناء بعض الوقت بالمقارنة بالوسط؟
– لأن مناطق تواجد العناصر الإرهابية فى الشمال غير مأهولة بالسكان منذ فترة، والإرهابيون تواجدوا فى هذه المناطق منذ فترة طويلة، بينهم أجانب وعرب ومصريون من محافظات الدلتا وغيرها، وهى مناطق مترامية الأطراف.
لماذا يدخل الإرهابيون الأجانب والعرب إلى سيناء؟
– هؤلاء يتسللون من خلال البحر أو من طريق شرم الشيخ، بكل صدق الجيش والشرطة يحاربان الإرهاب فى سيناء نيابة عن العالم بأسره، وهناك أجهزة مخابرات دولية تلعب فى سيناء، بالإضافة إلى أن كل من يتطرف فى مصر يذهب إلى سيناء باعتبارها صحراء غير آهلة بالسكان، وأى دول داعمة للإرهاب توجه الإرهابيين نحو سيناء وآخرهم أردوغان الرئيس التركى الذى قال إن إرهابيى سوريا سيذهب جزء منهم إلى سيناء، ونحن نحمد الله أن عملية «سيناء 2018» جاءت فى وقتها، هذه المرة سينتهى الإرهاب فى سيناء بلا رجعة.
■ فى توقعاتك.. ما المدة الزمنية التى تستغرقها عملية «سيناء 2018»؟
– لو استمرت قوات الجيش والشرطة على نفس الوتيرة من الإنجاز السريع وطريقة المطاردة الدقيقة التى تتبعها حالياً، خلال مدة شهر أو يزيد قليلاً يمكننا القول إن سيناء خالية من الإرهاب.
■ هل لديك تخوف من عودة الإرهاب مرة أخرى إلى سيناء بعد انتهاء هذه العملية؟
– لو لم تحدث تنمية حقيقية وشاملة فى سيناء، ستصبح الظروف مهيأة لعودة الإرهاب، والرئيس عبدالفتاح السيسى أكد أن التنمية ستنطلق بعد تطهيرها من الإرهاب، والأموال جاهزة للتنمية، أى شخص سواء متعلم أو جاهل من السهل استقطابه إلى الإرهاب طالما بقى غير مشغول بالعمل والتنمية فى أى مجال سواء زراعة أو صناعة، هذه الحرب قذرة خسرنا فيها أصدقاءنا وإخواننا وأغلى الناس، ونتمنى ألا تنتهى هذه العملية دون أخذ الثأر كاملاً، التكفيريون وزعوا منشوراً على الأهالى منذ أيام يهددنى أنا شخصياً ويصف من يمد يده للتعاون مع الجيش بـ«الأراذل المنبوذين» ووصفنى منشورهم بـ«الجاسوس الذى يقف فى صف الجيش وأننى ضمن مجموعة من الشرذمة المرتزقة»، ولى عظيم الشرف أن أكون فى طليعة أبناء القبائل للتعاون مع الجيش للقضاء على التكفيريين المرتزقة، ولا يمكن لتهديدهم أن يهزنى، وسبق أن فجروا منزلى فى الشيخ زويد وكان خالياً من أسرتى ولم يدفعنى هذا الاعتداء إلى التراجع عن مساندة الجيش والشرطة.
■ هل صدور هذا البيان يرجح التأثير الإيجابى لتعاون أبناء القبائل مع الجيش للقضاء على الإرهابيين؟
– بالتأكيد، التكفيريون فوجئوا بتجاوب غير مسبوق من أبناء القبائل مع هذه العملية، وتقديمهم دعما غير مسبوق للجيش، وهؤلاء الإرهابيون قصدوا تصغير وتحقير أبناء القبائل فى منشورهم، فمن أين تحتقر أبناء القبائل وفى نفس الوقت تصدر ضدهم بياناً يهاجمهم ويتوعدهم لتعاونهم مع الجيش، هذا دليل على التأثير الكبير واختلال توازن هذه الجماعات، نحن «أوجعناهم» وهذا ثأرنا فلن نترك واحداً منهم.
■ هل حدث تنسيق بينكم وبين قوات الجيش قبل انطلاق عملية «سيناء 2018»؟
– التنسيق بيننا متواصل على مستوى عال، حتى عندما تنتهى هذه العملية سيظل التنسيق قائماً، كل شىء «معمول حسابه» سواء الأكمنة أو ممراتهم أو مداخل ومخارج الإرهابيين واحتمالات أماكن هروبهم واختبائهم، كل المعلومات التى لدينا قدمناها للجهات الأمنية، ولا يمكن نجاح أى عمل لمكافحة الإرهاب دون وجود معلومات كثيرة ودقيقة، نحن وراء هؤلاء التكفيريين حتى القضاء عليهم.
■ فى رأيك.. لماذا انطلقت هذه العملية فى هذا التوقيت تحديداً؟
– صبرنا كثيراً، ولكن «للصبر حدود»، هناك إرادة حقيقية للخلاص من الإرهاب فى سيناء، ليعود الناس لمنازلهم آمنين، والدولة وعدتنا بعودة كل الناس الذين تضرروا لأراضيهم ومنازلهم، وبدأوا بالفعل فى دعودة المواطنين للعودة مع توفير كل ما يلزم لهم، وقريباً سنرى التنمية الشاملة وسيصبح الناس سعداء، حتى الأطفال أبناء التكفيريين لن يصبحوا مثل آبائهم لأنهم سيشعرون بالتنمية الحقيقية والتعليم والتثقيف والتنوير.
■ فى تصورك.. كم يبلغ عدد الإرهابيين فى شمال ووسط سيناء حالياً؟
– عددهم يتراوح بين 700 و1200 فرد وفقاً لتقديرات أبناء القبائل، ولكن يحدثون ضجيجاً كبيراً كأنهم آلاف، بسبب درايتهم وتوظيفهم طبيعة الأرض والتضاريس لصالحهم، هم منظمون للغاية فى حرب العصابات، ولو واجهوا الجيش بإمكان دبابة واحدة القضاء عليهم، لكنهم جبناء لا يواجهون ويطعنون من الخلف، لا طريقة للتعامل مع الداعشى سوى إيقاظه من النوم وسلاحك موجه صوب رأسه، وقيادات هذه العصابات الإرهابية تمت تصفيتها بالفعل. أؤكد لأول مرة أنه تمت تصفية كمال علام القيادى التكفيرى وكذلك شادى المنيعى منذ عدة أشهر، وأتحدى أن يظهرا فى فيديو أو صورة واحدة، كما تمت تصفية عناصر كثيرة ممن جاءت من محافظات الدلتا.
■ كيف تأكدت بشكل قاطع من مقتل شادى المنيعى وكمال علام؟
– لا يمكن الإفصاح عن كل المعلومات المتعلقة بهذا الشأن، ولكننا نعلم أين قتلا وكيف ومتى، كما أنه تم القبض على بعض رؤوس التكفيريين، وخلال استجوابهم أقروا بمقتل «المنيعى» و«علام»، وكثير ممن وقعوا فى أيدى أبناء القبائل من التكفيريين اعترفوا بهذا الكلام، بل إنه تم القبض على بعض التكفيريين الذين حملوا وسحبوا جثامين «شادى» و«كمال» بعد مقتلهما، وأتحداهم أن يثبتوا عكس ما أقول.
■ كم نسبة العناصر التكفيرية من أبناء القبائل إلى القادمين من خارج سيناء؟
– لا يمكن إعلان حصر دقيق فى هذا الشأن، لكن هناك عدد كبير من خارج سيناء ومن خارج مصر كلها، وهم يستقطبون ضعاف النفوس من أبناء القبائل.
■ هناك اتهامات لقبائل بعينها بدعم الإرهاب وتواجد العديد من أفرادها مع التكفيريين.. هل هذا صحيح؟
– هذا الموضوع يعود للظروف التى تعيش فيها القبيلة، منها طبيعة المناطق المتاخمة للحدود وتواجد مزارع بها، وفرص التهريب ومدى تمكنهم من إدخال سلاح، وطبيعة الأرض التى تعيش عليها القبيلة وموقعها، كل هذه الأمور تساعد على انضمام أفراد من القبيلة للتكفيريين أو ابتعادهم عنهم، ولكن رجال حرس الحدود يغلقون بإحكام الحدود منذ فترة ولا توجد أى فرصة لنجاح أى عملية تهريب عبر الأنفاق.
■ ألم تقلل المصالحة الفلسطينية برعاية مصر من فرص التهريب، وأدت لإحكام الجانب الفلسطينى على الحدود من طرفه؟
– المصالحة لها دور بالتأكيد، وأيضاً الجهد الذى يقوم به رجال المخابرات العامة، فأصبحت حركة حماس متعاونة لأقصى درجة وتحاول السيطرة على الأنفاق، لأن الأنفاق خطر كبير على مصر وعلى غزة نفسها، هناك تغير كبير على الأرض.
■ كيف تتعاملون مع الأزمات فى سيناء من نقص فى المواد الغذائية وصعوبة التحرك؟
– جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة يتولى جزءاً كبيراً من عملية إدخال المواد الغذائية للأهالى خلال الظروف الصعبة الحالية، لكن لدينا مشكلات فى البوتاجاز والبنزين، ويجب أن نتحمل شهراً بدلاً من التعب لسنوات، لابد من مساندة الدولة حالياً، وأى شخص يريد الخروج أو الدخول يتم التنسيق بشأنه مع كل الجهات الأمنية المختصة.
■ يتم عقد لقاءات بينكم وبين المهندس إبراهيم محلب، مساعد الرئيس للمشروعات القومية والاستراتيجية، للتنسيق بشأن التنمية فى سيناء بعد انتهاء عملية «سيناء 2018».. ما نوع التنمية المطلوبة؟
– المهندس محلب وعد بإنشاء مصنع فى كل مدينة فى سيناء، وقال إن الأموال المخصصة للتنمية جاهزة، وهناك استثمارات كبيرة مناسبة للموارد الطبيعية فى سيناء أهمها صناعات الأسمنت والحديد والرخام والسيراميك فى الجبال، أما بالنسبة للمنطقة الصناعية فيمكن إقامة مصانع للمخللات والفواكة ومعاصر للزيتون، ومصانع لتجفيف الفواكة وتغليفها، فى الساحل يمكن إقامة الزراعة وفى الوسط تقام الصناعات.
■ بمناسبة الزراعة.. ما الموقف الحالى فى ملف تعويضات أصحاب المزارع التى تضررت بسبب الحرب على الإرهاب منذ سنوات؟
– يتم حصرها، وتم تعويض كثير من المزارعين بشكل عاجل، ويتم حالياً التنسيق مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، لإقامة «صوب زراعية»، حيث تقام الصوب بشكل حديث لمضاعفة الإنتاج، فمثلاً لو أنك تمتلك 10 أفدنة وتضررت 5 منها، ستقام هذه الصوب فى الخمسة أفدنة المتبقية بشكل حديث لتنتج ما يساوى إنتاج 12 فداناً وليس 10 فقط، وهذه الصوب سيدفع ثمنها المزارعون على أقساط دون فوائد وسنساعد بما نستطيع غير القادرين.
■ لماذا توجد تنمية فى مدينة بئر العبد مع غيابها عن مدن مهمة مثل رفح والشيخ زويد؟
– بئر العبد مستقرة بشكل كبير، ولابد أن نبدأ بعد العملية العسكرية فى تنمية شرق بئر العبد مع امتدادها حتى رفح وصولاً إلى العمق فى وسط سيناء، وهناك أعمال جادة للتنمية فى سيناء أبرزها إنشاء أكبر مصنع للرخام فى الشرق الأوسط سيتم افتتاحه فى 25 أبريل القادم باستثمارات مصرية وطنية، وهناك خطط لمستثمرين من أبناء سيناء لافتتاح مصانع للأسمنت والسيراميك وتغليف الفواكه، المهم هو تطهير المنطقة من الإرهابيين أولاً.
■ ما نوعية الأعمال المطلوب تنفيذها فى سيناء لتعميق الانتماء لمصر فى نفوس أهالى هذه المنطقة؟
– سيناء جزء من مصر والانتماء موجود، لكنها تم إهمالها عبر سنوات عديدة مضت، وعندما يشعر ابن سيناء بالتنمية الحقيقية سيحمل تراب هذا الوطن فوق رأسه صباحاً ومساءً، لا تترك إنساناً مهمشاً لعقود مضت لا يجد أى اهتمام ثم تطلب منه شيئاً، التنمية ستسعد الناس، فمثلاً إنشاء مصنع يوفر 3 آلاف فرصة عمل يؤدى لشعورهم بأنهم نقطة كبيرة فى دائرة اهتمام الحكومة.
■ هل لديك حصر دقيق بعدد أبناء القبائل الذين سقطوا كضحايا للإرهاب فى سيناء؟
– عددهم يفوق 300 مواطن بخلاف شهداء مسجد الروضة فى بئر العبد، وسقط من قبيلتى «الترابين» 50 فرداً خلال 20 يوماً بين جريح وقتيل من بينهم الشهيد سالم لافى، كما أننا نعتبر الشهيد العقيد أحمد منسى واحداً منا وكان يتمتع بعلاقات قوية مع أبناء القبائل وكل المواطنين فى سيناء حزنوا كثيراً عليه.
■ ما ردك على بعض من يتهمونك بتزعم ما يصفونه بـ«الميليشيات» فى سيناء للوقوف بجوار الدولة؟
– لم نشكل أية ميليشيات، التكفيريون والإخوان يتهموننى لأننى أقف بجوار القوات المسلحة والدولة فى حربها ضد الإرهاب والتكفير، هل عندما أساند بلدى فى حرب أصبح مجرماً؟ وهل مطلوب منى السكوت عن الإبلاغ عن التكفيريين عندما يمرون من أمام بيتى ويفجرونه وأغمض عينى؟، الجيش والشرطة والشعب كلهم متوحدون ضد الإرهاب لأنه فاض الكيل بنا، نحن كـ«اتحاد قبائل سيناء» نقدم المعلومات التى لدينا لأجهزة المعلومات وهذه أبسط حقوق الوطن علينا، ونساعد فى علاج المصابين.
■ ما طبيعة عمل «اتحاد قبائل سيناء» الذى ترأسه؟
– هو كيان من أبناء القبائل يساندون القوات المسلحة والشرطة ضد الإرهاب، ويساعدون المحتاجين، ودورنا التنسيق بين أبناء القبائل من جهة والقوات المسلحة والشرطة من جهة أخرى، وبدون تنسيق وتوحد أبناء القبائل يداً واحدة لن نستطيع القضاء على الإرهاب بشكل كامل.
■ هل يساعد «اتحاد قبائل سيناء» الأهالى فى توفير الغذاء خلال الفترة الحالية؟
– بالتأكيد، نحن من أبناء سيناء وهؤلاء أهلنا وأقاربنا وجيراننا وأصدقاؤنا، أرسلنا سيارات محملة بالمواد الغذائية والبطاطين والأدوية الضرورية، ونقدم معونات مادية حسب مقدرتنا. الأهالى والمجتمع المدنى لهم دور هام فى مد يد العون فى ظل هذه الظروف، وليست لنا أهداف دعائية أو «شو» بين الناس.
■ ما سر العداء الكبير بينك وبين التكفيريين فى سيناء؟
– هذا أمر نفسى، لا يوجد إنسان مستقر نفسياً وذهنياً يؤيد «الدواعش»، هم افتروا على الناس، وقررت مواجهتهم بكل ما أملك على الأرض، لأنهم قتلوا الأبرياء، واعتدوا على حرمات المنازل، واستهدفوا ضباطنا وجنودنا وقضاتنا.
■ هل التكفيريون يقيمون فى منازل، أم فى الصحراء الخالية؟
– هم استغلوا هروب كثير من المواطنين فى مناطق جنوب الشيخ زويد ورفح من نيران الإرهاب، وأصبحت هذه المناطق شبه خالية من السكان، وسكن بعضهم متخفياً فى هذه المنازل بعد خروج أهلها منها، وكثير منهم يعيشون فى الصحراء عبر حفر خنادق تحت الأرض وفى الكهوف الجبلية.