أعلن «اتحاد قبائل سيناء»، وهو تجمع من أبناء القبائل المتعاونة مع السلطات المصرية في العمليات الأمنية شمال سيناء، مقتل مدنيين اثنين على يد العناصر الإرهابية بسيناء. وكشفت مصادر قبلية، عن أن الشخصين اختطفا قبل أيام من جنوب مدينة بئر العبد (شمال شرقي سيناء)، قبل أن تظهر صورهما في بيان تناقلته حسابات تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي أثناء تنفيذ عملية قتلهما، وهما بحسب المصادر فريد شوقي، ومحمد عبد اللطيف، من أبناء عائلات مدينة العريش.
وقال وائل سليم، الذي يعمل مهندساً «إنهم فوجئوا بنشر صور ابن عمه فريد شوقي سليم السلايمة أثناء تنفيذ عناصر إرهابية لعملية قتله»، لافتاً إلى أنه «كان يعمل حارساً لمزرعة بمنطقة جنوب مدينة بئر العبد وقام مجموعة من الأشخاص باختطافه قبل أيام، ثم فوجئوا بنشر صوره»، واصفاً القتيل بأنه «شهيد لقمة العيش»، حيث كان يتواجد في محل عمله.
وذكر محمد السلايمة لـ«الشرق الأوسط»، أن «القتيل كان يتواجد في مزرعة لكسب قوت أسرته»، لافتاً إلى «أنه ثاني قتيل من عائلتهم على يد عناصر إرهابية، سبقه قبل عامين (حسام السلايمة)، الذي أعدم بشارع رئيسي داخل مدينة العريش».
ونشر «اتحاد قبائل سيناء» بياناً قال فيه، إن «كلاً من محمد عبد اللطيف وفريد شوقي السلايمة قتلا على يد العناصر الإرهابية المتطرفة بسيناء»، وقالت مصادر أمنية بسيناء، إنه لم يتم رسمياً العثور على جثماني القتيلين اللذين سبق وتم الإبلاغ باختطافهما من قبل مجهولين من مزرعة بنطاق مركز بئر العبد.
وأظهرت الصور التي تناقلتها مواقع تابعة لتنظيم «داعش» عملية قتلهما في منطقة صحراوية بجوار ما يظهر أنها حفرة، وكشفت الصور عن مشاهد لأشخاص ملثمين يرتدون ملابس سوداء وهم يقومون بقتل أحد الضحايا بفصل رأسه عن جسمه وآخر رمياً بالرصاص، وصور أخرى تبين وجهَي الضحيتين وبدت على وجه أحدهما آثار جروح، وكتب على الصور «إنهما يعملان جاسوسين مع الجيش المصري».
وبحسب مصادر قبلية في سيناء تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن وتيرة خطف عناصر إرهابية للمدنيين وقتلهم تراجعت بشكل لافت خلال العام الماضي قياساً بما سبق من أعوام، وأن نقل عمليات الخطف من مناطق وسط وشرق شمال سيناء لمناطق بئر العبد يشير لمحاولات ظهور وسيطرة تحاول العناصر الإرهابية المتبقية في سيناء من خلالها إثبات وجودها بعد فرارها من الملاحقات الأمنية؛ وهو ما يعكس قوة ما حققته القوات الأمنية من ضربات استهدفت معاقل لتلك العناصر».
وبحسب المصادر ذاتها، فإن مناطق جنوب مركز بئر العبد تشهد خلال الأيام الأخيرة عمليات أمنية ويسمع بين الحين والآخر أصوات ضربات تنفذها طائرات مستهدفة عناصر إرهابية، كما تشهد على الأرض انتشاراً أمنياً.
وسبق وأعلن «اتحاد قبائل سيناء» الأسبوع الماضي عن واقعة استهداف عناصر تكفيرية لمدنيين في نطاق مركز الشيخ زويد.
وتشن قوات الجيش والشرطة في مصر عملية أمنية كبيرة في شمال سيناء ووسطها، منذ فبراير (شباط) من عام 2018، لتطهير المنطقة من عناصر تنظيم «أنصار بيت المقدس»، الذي بايع تنظيم «داعش» الإرهابي في 2014، وغيّر اسمه إلى «ولاية سيناء»، وهي العملية التي تُعرف باسم «عملية المجابهة الشاملة – سيناء 2018». وبحسب مراقبين وخبراء أمنيين، فإن «وتيرة الهجمات الإرهابية ضد قوات الأمن في سيناء قد تراجعت بشكل كبير خلال الفترة الماضية، بفضل الضربات الاستباقية للأمن على مواقع وجود العناصر الإرهابية». وكشفت حسابات إلكترونية تابعة لتنظيم «داعش سيناء» منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي مقتل عماد قوقا، أحد عناصره في سيناء، فلسطيني الجنسية، وهو من العناصر المتسللة من قطاع غزة لشبه جزيرة سيناء.