في تلك الفترة التي أعقبت فض اعتصامي “رابعة” و”النهضة”، والإجهاز على حلم تنظيم “الإخوان” الإرهابي في التشبث بالحكم ومحاولة هدم الدولة، وبالتحديد في شهر أغسطس عام 2013، كانت قوة التنظيم لا تزال تستطيع الحشد والنزول للشوارع والاشتباك مع الشرطة والجيش والمواطنين، فتجمهر عدد كبير من أعضاء التنظيم أمام قسم كرداسة بمحافظة الجيزة وبدأوا في محاصرته واقتحامه.
بداية الأحداث كانت بتجمع صغير من أعضاء “الإخوان” يحملوان الأسلحة النارية والبيضاء وحاولوا اقتحام القسم والاعتداء على القوات المتواجدة به، إلا أن الضباط والأفراد قاوموا وبدأوا في تفريقهم بقنابل الغاز، لكنهم كانوا قد استدعوا آخرين مسلحين بالأسلحة الآلية وحاصروا القسم، وتمكنوا من اقتحامه والاعتداء بوحشية على الضباط والأفراد.
انتهت الأمور بمقتل 13 من الضباط والأفراد ومن بينهم مأمور القسم ونائبه، بعدما قام المهاجمون بتعذيبهم وسحلهم في الشوارع المجاورة للقسم، وصلبهم على سيارات النقل ثم قتلهم بدماء باردة.
أجرت أجهزة الأمن فيما بعد التحريات وجمع المعلومات، وجرى التوصل للمتهمين المتورطين في الحادث الإرهابي، والذي عرف إعلاميا بـ”مذبحة كرداسة”، واتهمت النيابة 156 متهما بارتكاب المجزرة وقدمتهم للمحاكمة الجنائية، ونظرت القضية على مدار السنوات الماضية، وانتهت اليوم بإحالة أوراق 20 متهما لفضيلة مفتي الديار المصرية للتصديق على إعدامهم، فيما ينتظر باقي المتهمين أحكاما مغايرة لحكم الإعدام.