ما زال التنظيم الإرهابي “داعش” يواصل القيام بعمليات إجرامية دامية، حيث قام التنظيم باختطاف 130 عائلة في هجوم مباغت شنه على مخيم البحرة بمحافظة دير الزور.
واعتاد التنظيم الإرهابي علي بث الرعب في أنحاء العالم، فقد قام بالعديد من المجازر والعمليات الإجرامية، فمن حرق الضحايا إلي الجلد والغرق والتصفية والذبح، اتجه الأن إلي اختطاف الضحايا، وهي الطريقة الجديدة التي يتبعها داعش منذ عدة أشهر.
ووفق تقارير فقد عمد التنظيم اختطاف نحو 130 عائلة، غالبيتهم من النساء، حيث اقتادهم إلى مناطق سيطرته ضمن الجيب الأخير له شرق نهر الفرات.
وكان تنظيم الدولة داعش تمكن من السيطرة على مخيم البحرة لساعات عبر خلايا تابعة له من ضمن المخيم، لكن قوات سوريا الديمقراطية استعادته بعد ذلك، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الجانبين.
ومن جهه أخري، قام التنظيم الإرهابي منذ يومين، باختطاف ثلاثة من أفراد الجيش العراقي بينهم ضابط برتبة رائد بالقرب من مينة القائم على الحدود العراقية – السورية غربي المحافظة.
وقال النقيب إحسان العسافي من قيادة عمليات الأنبار، لوكالة أنباء (شينخوا) إن مسلحي تنظيم (داعش) اختطفوا اليوم ثلاثة من أفراد الجيش العراقي بينهم ضابط برتبة رائد في كمين على الطريق الصحراوي بالقرب من مدينة القائم (240 كم) غرب مدينة الرمادي، مركز المحافظة.
وفي يوليو الماضي، اختطف التنظيم الإرهابي، 36 سيدة وطفلا خلال هجومه على مدينة (السويداء) جنوب سوريا .
وتتواصل المعارك العنيفة بين عناصر التنظيم من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، وقوات سوريا الديمقراطية المدعمة من التحالف الدولي من جانب آخر، وذلك على محاور الباغوز والسوسة وهجين ومحاور أخرى متفرقة في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، حيث الجيب الأخير للتنظيم في المنطقة، ويترافق ذلك مع عمليات قصف جوي من قبل طائرات التحالف على مواقع التنظيم ومحاور القتال.
ويحاول التنظيم الإرهابي “داعش”، العودة مجددا بقوة من خلال استعراض عضلاته في القيام بعمليات إرهابية بشكل مبتكر، حيث ذكرت تقارير أن التنظيم بعدما انكسرت شوكته وفقد نحو 98% من الأراضى التى كان يسيطر عليها ذات يوم، أصبح يعانى من ضائقة مالية يبحث لها عن حل.
ووفق مجلة مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، حذر تقرير نشرته من عودة الحياة للتنظيم الإرهابى بسبب مهارته فى إيجاد مصادر دخل لتمويل عملياته، لا سيما من عمليات غسيل أموال تحت ستار شركات تركية بشكل خاص.
واعتاد “داعش” فى الغالب الاعتماد على الأراضى التى يسيطر عليها لجمع مليارات الدولارات من خلال الابتزاز والضرائب والسطو وبيع النفط، كما اثبت التنظيم قدرته على جنى المال حتى دون السيطرة على المراكز السكانية الكبيرة.
وقال التقرير الأمريكى، إنه خلال أوج قوته وانتشاره عام 2015، جمع “داعش” ما يقترب من 6 مليارات دولار، مما جعله أغنى جماعة إرهابية فى التاريخ، فكيف امتلك ما يعادل الناتج المحلى الإجمالى لبعض الدول؟.
عندما استولى على مساحات شاسعة من الأراضى تقترب من ثلثى مساحة سوريا والعراق، جنى “داعش” أمواله من 3 مصادر رئيسية: النفط والغاز (نحو 500 مليون دولار فى عام 2015 معظمها من خلال المبيعات)، والضرائب والابتزاز (حوالى 360 مليون دولار فى عام 2015)، ونهب الموصل عام 2014 (حيث سرق داعش حوالى 500 مليون دولار من خزائن البنوك).
ومع فقد داعش لمعظم الأراضى التى استولى عليها، بعد الحملات العسكرية المحلية والغارات، التى قادها التحالف الدولى بزعامة الولايات المتحدة، وبالتالى توقف تدفق الإيرادات وانخفض التمويل بشكل كبير، وبدأ رحلة بحث عن مصادر أخرى لتوفير المال دون السيطرة على الأرض.
ووفق تقارير فقد اعتمدت قيادات التنظيم على ما يصل إلى 400 مليون دولار هربوها من العراق وسوريا، فيما قالت “فورين بوليسي” إنهم سيقومون بعمليات غسيل أموال من خلال شركات فى المنطقة، خاصة فى تركيا، فيما يمكن تحويل بعض النقود إلى ذهب وتخزينها للبيع فى المستقبل.
ومع انخفاض دخل “داعش”، فإن نفقات التنظيم تضاءلت أيضا مقارنة بما كانت عليه سابقا، فلا توجد مصروفات إدارية للأراضى بعد فقدانها، ومع وجود ميزانية مخفضة فإن الأموال التى تم تكديسها ستوفر للمجموعة ما يكفى للبقاء كحركة إرهابية لديها القدرة على شن حرب عصابات طويلة فى سوريا والعراق.
ويدعم “داعش” خزائنه بمصادر تمويل متنوعة، من خلال مجموعة من الأنشطة الإجرامية الجديدة مستغلين تردى الأوضاع الأمنية فى البلدين، بما فى ذلك على سبيل المثال الابتزاز والاختطاف من أجل الحصول على فدية، والسرقة وتهريب المخدرات والإتجار فى الآثار، وجميعها أنشطة لا تتطلب الاحتفاظ بالأراضى.
في سياق مواز، أعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة اعتقال 10 أشخاص يشتبه بانتمائهم لشبكة وفرت تمويلا لتنظيم داعش في بغداد وأربيل، وقال التحالف في بيان إن قوة مشتركة تضم قواته وقوات عراقية خاصة ووحدات مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان نفذت مداهمات في الفترة من السابع إلى التاسع من أكتوبر.
علي صعيد أخر، يشهد العراق زيادة في عمليات الخطف والقتل تتركز في محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين منذ الانتخابات، التي جرت في مايو، الأمر الذي يشير إلى أن الحكومة ستتعرض لضغوط جديدة من التنظيم، الذي احتل في وقت من الأوقات ثلث مساحة البلاد على مدار 3 سنوات حكم فيها بالنار والحديد، ووفق تقارير شهد الشهر الماضي 83 حالة خطف وقتل في المحافظات الثلاث، وقعت أغلبها على طريق سريع يربط بغداد بمحافظة كركوك.
ويبدو أن التنظيم الإرهابي، يخطط لعودة قوية يأكل فيها الأخضر واليابس، بعدما فقد معظم الأراضي التي أتخذها معقلا له منذ توغله في داخل الاراضي العراقية والسورية في 2014، وقد يعود التنظيم باستراتيجية جديدة تماما تساعده علي القيام بالمزيد من الإرهاب في أنحاء العالم، وبالأخص في ظل فشل التحالف الدولي في المواجهة.