منذ أن قرر أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي، في يونيو 2014، إعلان الخلافة الإسلامية المزعومة، كان الاهتمام بإعلام التنظيم هو أحد أهم الأسلحة التي اتحمى بها التنظيم، حيث استخدم أسلوب التواصل المباشر، والأساليب التكنولوجية البسيطة، كشرائط “الكاسيت”، والفيديو، والمطبوعات الورقية، الموزعة بصورة فردية؛ وذلك بهدف استقطاب الراغبين بالإنضمام اليها.
هذا النوع من الحرب الذي شنه التنظيم، يولي أهمية قصوی لدى التنظيم، لا تقل عن العمل الميداني، وقد نجح باستخدام وسائل الميديا الحديثة، والاستفادة من قدراتها في مجالات شتی. ويسعی من خلال بث الأفلام القصيرة المروجة لأفكاره إلى استقطاب حديثي السن.
كما يستخدم التنظيم وسائل الإعلام كشكل من أشكال الحرب النفسية، إذ ينشر بصورة منتظمة صورًا معبرة عن العنف والتدمير؛ يهدف من خلالها الى زراعة الخوف في نفوس أعدائه، وقد استطاع “داعش” في البدايات أن يحقق مكاسب عسكرية ودعائية في آن واحد.
يعشق داعش، من خلال هذا النوع من الاعلام الدموي، البقاء في صدارة الوسائل الإعلامية، فان ذلك، بنظره، يساعده على مزاحمة خصومة، في تحشيد القوة واستقطاب العناصر.
خريطة مراحل إعلام داعش
في عام 2015، كان تنظيم “داعش” يمتلك ما يصل إلى 38 مكتبًا كاملاً يعمل على إنتاج المواد الإعلامية، يشمل المنطقة الجغرافية من غرب أفريقيا وحتى شرق أفغانستان.
في عام 2016 بدأت قدرات التنظيم الإعلامية تتراجع تدريجيًا، وأصبح التركيز على موقع تويتر، إذ تم نشر 200 فعالية خاصة بما تسمى بـ”دولة الخلافة” في أسبوع واحد.
لكن بحلول ديسمبر من عام 2017، أصبحت الأذرع الإعلامية للتنظيم تكافح لإنتاج 25 منتجًا إعلاميًا أسبوعيًا فقط.
أما منذ مطلع عام 2018 وحتى الان، فإن المنصات الإعلامية التابعة لداعش، تعيد نشر الإصدارات الإعلامية القديمة للتنظيم، سواء كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية، وكلها تشير إلى ضرورة الصبر والثبات في ميادين القتال.