وأظهرت مقاطع الفيديو التي التقطها شهود عيان، سيارة شب بها حريق وبعض المارة يستخدمون عربة تسوق وكرسي لمواجهة المهاجم، فيما أظهر مقطع آخر رجل يحاول الاعتداء على ضباط شرطة بسكين قبل أن يسقط أرضا.
وأعلنت الشرطة الأسترالية، اليوم، أن عملية الطعن مرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي، وردا على سؤال لأحد الصحفيين بشأن صلة الهجوم بالتنظيم الإرهابي، قال إيان مكارتني نائب رئيس الشرطة الاتحادية الأسترالية، إن «هناك صلات بـداعش»، فيما ذكرت وكالة «أعماق» المرتبطة بالتنظيم الإرهابي، أن منفذ عملية الطعن بمدينة ملبورن هو من مقاتلي داعش، ونفذ العملية استجابة لاستهداف رعايا دول التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد التنظيم، فمن هو المنفذ؟
حسن خليفة شير علي، شاب يبلغ من العمر 30 عاما، وصل إلى أستراليا قادما من الصومال في العام 1990، وكان يعيش في الضواحي الشمالية الغربية لمدينة ملبورن، وله سجل إجرامي متنوع ما بين السرقة وتعاطي المخدرات ومخالفات القيادة، وقال موقع «أي بي سي» الأسترالي إن «خليفة» انتقل حديثا من منزل العائلة في منطقة «بنبري» لتسببه في مشكلات لتعاطيه المخدرات.
هل كان مختل عقليا؟
«مختل عقليا» هكذا وصفه عيسى موسى، أحد شيوخ مسجد مريم العذراء وهو المسجد المحلي في مدينة ملبورن، الذي اعتادت أسرة «خليفة» ارتياده، مضيفا: «عائلته (خليفة) أخبرتني منذ أيام أنه يعتقد أن أشخاصا يطاردونه في كل مكان حاملين رماح». وعائلته «خليفة» معروفة داخل المجتمع الصومالي في ملبورن، وتحظى باحترام الجميع، إذ تواظب على الذهاب إلى مسجد مريم العذراء.
وقال موسى: «إنه لأمر محزن ومؤسف للغاية، حين علمنا أنه تم مداهمة منزل العائلة ليلا، والذين تفاجئوا بما حدث، ولم يكونوا على علم بما ينتوي ابنهم فعله».
كيف نفذ الهجوم؟
«خليفة» كان يهدف إلى إحداث تفجير هائل، إذ توجه إلى وسط المدينة بسيارة دفع رباعي، محملة بأسطوانات الغاز، وحينما حاول تفجير السيارة لم يفلح في ذلك فاستل سكينا وهاجم المارة، فأصاب 3 أشخاص، واحد منهم توفي في الحال، والاثنين الأخرين في المستشفى يعانيان من جروح بسيطة، وقال أحد شهود العيان إن «خليفة» صاح «الله أكبر» في لحظة الهجوم، وخلال دقيقة تواجدت شرطة فيكتوريا في موقع الحادث وتمكنت من إصابة المنفذ، بإطلاق النار عليه، وتم نقله إلى المستشفى وتوفي مساء أمس.
معروف بآرائه المتطرفة
«منفذ الهجوم معروف لدى السلطات وكنا نظن أنه غير نشط، ولا يشكل خطرا»، هكذا قال جراهام أشتون رئيس مفوضية شرطة ولاية فيكتوريا، معربا عن أسفه: «لقد كان شخصا معروفا لدينا، لكن لم يكن لدينا أي معلومات في الوقت الحالي بأنه يخطط لأي عمل إرهابي، ولم نكن نعلم أنه ينتوي تنفيذ حادث ملبورن»، متابعا أنهم تحدثوا إلى زوجة «خليفة»، ولكنه لم يعلن أي تفاصيل عن هذا الحديث.
الأمر لا يقتصر على معرفة السلطات بآراء المنفذ المتطرفة، لكن أيضا أعلنت الشرطة الفيدرالية الأسترالية أن «خليفة» كان قد تم إلغاء جواز سفره بسبب مخاوف من تخطيطه السفر إلى سوريا في عام 2015، بهدف القتال بجانب تنظيم داعش الإرهابي، وذكرت هيئة الإذاعة الإسترالية (إيه بي سي)، اليوم السبت، أنه على الرغم من أن منفذ الهجوم كان معروفا بآرائه المتطرفة، إلا أنه لم يكن مراقبا على نحو نشط ولم يتم تقييمه على أنه يشكل تهديدا على المجتمع.
«داعش» تلهم المنفذ
أعلنت الشرطة الأسترالية أن الهجوم مرتبط بتنظيم «داعش» الذي أعلن مسؤوليته عن العملية، وقال إيان مكارتني نائب رئيس الشرطة الفيدرالية الأسترالية: «هناك صلات للعملية بـداعش، الصلة متعلقة بالإلهام وليس عبر الاتصال المباشر».